أكد مركز أبحاث اسرائيلى أن غزو العراق الذى حدث عام 2003 دفع الغرب إلى عدم الدخول فى مواجهة عسكرية مع إيران لوقف برنامجها النووى، فالمنتقدون لحرب العراق كانوا على صواب، والاعتقاد بأن الولايات المتحدة يمكن أن تحول العراق إلى ديمقراطية مستقرة بسرعة وبسهولة هو اعتقاد خاطىء ، فالسماح لإيران أن تصبح قوة نووية يمثل تهديدا استراتيجيا رئيسى للغرب، والاعتقاد السائد بأنه يمكن إقناع ايران بالعدول عن مسارها دون اللجوء إلى التهديد بتوجيه ضربة عسكرية، يمكن أن يصيب إيران بمزيد من الغطرسة فى الشرق الأوسط.
جاء ذلك فى تقرير أعده مركز " بيجن – السادات " الإسرائيلى للدراسات الاستراتيجية، مؤكدا وجود أزمة غير مسبوقة بين الولايات المتحدة واسرائيل وحلفائها فى الشرق الأوسط فى التعامل مع إيران النووية ، فالحلفاء يخشون من قيام مجموعة )1+5 ( المنعقدة فى جنييف بتخفيف عقوبات إيران مقابل تقديم تنازلات محددة ، ولكن ذلك لن يمنع ايران عن الاقدام فى انتاج قنبلة نووية ، فإيران ستصبح دولة نووية قادرة على انتاج أسلحة نووية فى غضون أشهر ، وهناك اجماع شبه عالمى فى الغرب أن قدرة إيران على انتاج أسلحة نووية نووية أمر سىء جدا ، فالغرب لا يهدد النظام الايرانى تهديدا عسكريا حقيقيا ، على الرغم من القوة التى تفوق ايران بمرات عديدة
وأكد المركز أن الولايات المتحدة لديها الوسائل الكافية لتوجيه ضربات جوية تحجم المشروع الإيرانى. بل الأهم من ذلك، قدرة الولايات المتحدة التشغيلية لتكرار هذه الضربات عند الضرورة ، وتوجيه رسالة تهديد إلى الإيرانيين تفيد بتكرار الولايات المتحدة للضربة مرة أخرى فى حالة احياء البرنامج النووى، ويبدو أن إسرائيل تفضل الخيار العسكرى، لكن قدراتها الآن أكثر تواضعا وقدرتها التشغيلية والدبلوماسية لتكرار ضربة عند اللزوم محدودة جداً.
وقال المركز أن إسرائيل فى أعقاب هزيمة صدام حسين فى عام 1991، كانت مهتمة فى الأساس بتهديد محتمل من إيران النووية فالعراق كانت مسألة ثانوية، وعلى النقيض من ذلك ركز الغرب على العراق الذى كان معزول دبلوماسيا وضعيف عسكريا ، فصدام حسين تحديداً لم يشكل تهديدا لأمن الشرق الأوسط
وأكد المركز أن أحداث 11 سبتمبر قدمت دعم جماهيرى غربى لاستخدام مكثف للقوة ضد التهديدات الإرهابية، ولكن الكثيرون رأوا أن العراق لا يمثل خطرا حقيقيا ، وكانت هناك معارضة كبيرة لضرب العراق ، وعلى الرغم من غزوها لم يتم العثور على أسلحة دمار شامل، وعلى الرغم من التكلفة الباهظة للحرب لا توجد أى علامة للتحول الديمقراطى فى العراق، والان انخفض الدعم المكثف لاستخدام للقوة فهناك شريحة صغيرة من الرأى العام الأميركى تدعم استخدام القوة ضد ايران لوقف برنامجها النووى ، وأوروبا تفتقر الى القدرة على التحرك عسكريا.
وانتقد المركز الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش الذى ركز على اسقاط نظام صدام حسين واحلال ديمقراطية فى العراق ، ولم يمنع التوجه النووى الايرانى ، فلو قام " بوش " بضغوط دبلوماسية وتهديدات لايران بتوجيه ضربات جوية ( أقل بكثير من التى نفذت أثناء غزو العراق ) يمكن أن تحتوى البرنامج الإيرانى قبل أن يبدأ فى تخصيب اليورانيوم ، لكن اليوم إيران ستواصل تخصيب اليورانيوم
ووصف المركز المنتقدين لحرب العراق بالمحقين ، فالفشل التى جنى فى العراق يؤكد أن العمليات العسكرية وحدها غير كافية فى الشرق الأوسط ،ولا بد من استخدام سلاح الدبلوماسية معها ، فالغطرسة والمبالغة فى الثقة بالنفس والتقدير المفرط للكفاءة الذاتية دفع أمريكا للاعتقاد بقدرتها على غزو العراق وتحقيق استقرار بسرعة وبتكاليف زهيدة ثم إضفاء الطابع الديمقراطى عليه ، ويسود اعتقاد خاطىء الان بأن الغطرسة الدبلوماسية وحدها يمكن أن تمنع إيران من امتلاك سلاح نووي
وأشار المركز الى أن قدرة إيران على امتلاك سلاح نووى ، سيدفع المملكة العربية السعودية للاستعانة بالأسلحة النووية الموجودة فى باكستان فورا ، وسوف تحذو مصر وتركيا حذو ايران .
وأكد المركز أن انتشار الأسلحة النووية فى منطقة غير مستقرة أصلاً سيوفر فرص لحدوث أزمة تؤدى إلى الاستخدام الفعلى لهذه الأسلحة أكثر من أى وقت مضى ، مما يتيح الفرصة لبعض الجماعات الراديكالية التى ترغب فى السلطة الى استخدام هذه الأسلحة ، ونصح المركز الغرب بمقاومة إغراءات التوصل إلى ابرام صفقة مع إيران مما يتيح لها أن تصبح دولة نووية.