قدم إدريس ديبى إتنو رئيس تشاد، قالبا لجمجمة "توماى" إلى اليونسكو، وهى الجمجمة التى تعود إلى أقدم الفصائل البشرية الأولى التى عثر عليها حتى اليوم، وذلك فى احتفال حضرته إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو على هامش الدورة الـ37 للمؤتمر العام لليونسكو الذى يضم جميع ممثلى الدول الأعضاء فى المنظمة ويستمر حتى 20 نوفمبر الجارى.
وقال الرئيس إدريس ديبى إتنو:"إن العمل الذى أنجزه الفريق الفرنسى ـ التشادى، أكد أن جمجمة "توماى" تعود بالفعل إلى أقدم أسلاف الإنسان " .. مضيفا "لقد وُلدت "توماى" على مسافة 6000 كيلومتر من هنا فى الصحراء ، وابتداءً من اليوم، ترقد توماى فى اليونسكو أبد الدهر"، وذلك قبل أن يُسلم قالب هذه الجمجمة إلى المديرة العامة لليونسكو، بحضور البروفيسور بابا مالاي، المدير السابق للمرز الوطنى لدعم البحوث فى تشاد، والبروفيسور ميشيل برونيه، الأستاذ فى "كوليج دى فرانس"، الذى قاد البعثة الفرنسية ـ التشادية المعنية بأنثروبولوجيا الإحاثة التى اكتشفت "إنسان الساحل التشادي" الذى يُطلق عليه اسم "توماي".
من جانبها ، قالت إيرينا بوكوفا "إن اكتشاف هذه الجمجمة كان من شأنه إعادة النظر بشكل كامل فيما يتعلق بالأصول التى ننتمى إليها كبشر؛ كما أن هذا الاكتشاف يتسم بأهمية تاريخية وعلمية وأنثروبولويجية حاسمة ، وبفضل هذا الاكتشاف، فإننا ندرك تمام الإدراك ما هى مهمة اليونسكو وما هى قدرة العلوم على بناء التضامن الفكرى والأخلاقى للإنسانية ".. مؤكدة أن اليونسكو تتيح المجال الأفضل لاستقبال هذا الأثر الأحفورى وتنظيم المناقشات العلمية التى تقترن به.
يذكر أن جمجمة "توماى"، وهو اسم فى اللغة المحلية "غوران" ويعنى "أمل الحياة"، اكتشفت فى 19 تموز/ يوليو 2001 ، وتنتمى هذه الجمجمة، التى يعود تاريخها إلى أكثر من سبعة ملايين سنة، إلى أقدم الفصائل البشرية الأولى التى عُثر عليها حتى اليوم ، وقد أدى هذا الاكتشاف إلى إعادة النظر فى النظريات الخاصة بأنثروبولوجيا الإحاثة التى كانت سائدة حتى الآن وتقول بأن مهد الإنسانية يقع فى شرق أفريقيا .